عـقـيـدتـنـا الإسـلامـيـّـةلـلـشـيـخ محمد عـلـي الـصـابـونـي ( جـزاه الله خـيـرًا وأمَـدّ فـي عـمـره لـخـدمـة الاسـلام ) بـحـث جـمـيـل رائـع عـن الإيـمـان بـالله وعـقـيـدة الـمـسـلـم الإيـمـانـيـّـة ، خـتـمـه بـقـولـه :
أمّـا حـول الـعـقـيـدة الإسـلامـيّـة فإنـنـا نـحـن الـمـسـلـمـون نـُـؤمِـن و نـُـقــرّر الآتـي :
* : أن عـقـيـدتـنـا نـاشـئـة عـن الإيـمـان بـالله إلـَـهً واحِــدًا لا شـريـك لـه .
* : نـُؤمِـنُ أن الله خـالـق لـهـذا الـكـون ، لا شـيء مِـثـلـُـه ، ولا أمـْـرٌ يُـعـجـزُه ، ولا إلــه غـيـره .
* : نـُؤمِـنُ أن الله قـديـمٌ بـلا بـدايـة ، دائـمٌ بـلا نـهـايـة .
{
الله لا إلـه إلا هـو الـحـي الـقـيّـوم ....
الـبـقـرة : 25 } .
* : نـُؤمِـنُ أن الله لا يَـفـنـَى ولا يـمـوت ، وكـل الـخـلائـق مـصـيـرهـا الـفـنـاء .
{
كـل مـن عـلـيـهـا فـان ٍ
* ويـبـقـى وجـه ربّـك ذو الـجـلال والإكـرام * .... ا
لـرحـمـن : 26 ــ 27 ) .
* : نـُؤمِـنُ أن الله قـادر عـلـى كـل شـيء ، مُـتـّـصِـف بـصـفـات الـجـلال والـكـمـال ، مُـنـزّه عـن صـفـات الـعـجـز والـنـقـص .
{
لـيـس كـمـثـلـه شـيء وهـو الـسـمـيـع الـبـصـيـر ...
الـشـورى : 11 } .
* : نـُؤمِـنُ أن الله لـيـس لـه والـد ولا ولـد ، ولا يـعـرف حـقـيـقـة ذاتـه أحـد ، ولـيـس لـه مـع الـخـلـق حَـسَـبٌ ولا نـسـب .
{
لـم يـلـد ولـم يُـولـَـد * ولـم يـكـن لـه كـفـوًا أحـد * ....
الاخـلاص : 3 ــ 4 } .
* : نـُؤمِـنُ أن الله واحِـدٌ حـكـيـم عـلـيـم ، لا تـخـفـى عـلـيـه خـافـيـة ، ولا يَـغـيـب عـنـه شـيء فـي الأرض ، ولا فـي الـسـمـاء .
{
هـو الـذي يُـصـوّركـم فـي الأرحـام كـيـف يـشـاء لا إلـه إلا هـو الـعـزيـز الـحـكـيـم ....
آل عمران : 6 } .
* : نـُؤمِـنُ أن كـل شـيء يـجـري بـتـقـديـر ومـشـيـئـة الله ، وتـدبـيـره وحـكـمـتـه ، فـمـا شـاء كـان ومـا لـم يَـشـأ لـم يـكـن .
{
ومـا تـشـاءون إلا أن يـشـاء الله إن الله كـان عـلـيـمًـا حـكـيـمًـا * يُـدخِـل مـن يَـشـاء فـي رحـمـتـه والـظـالـمـيـن أعَـدّ لـهـم عـذابـًا ألـيـمـا .... الانـسـان : 30 ــ 31 } .
* : نـؤمِـنُ بـصـفـات الله جـمـيـعـا ، كـمـا وردت فـي كـتـاب الله الـعـزيـز مـن : الـسـمـع ، والـبَـصَـر ، والـقـدرة ، والإرادة ، والـكـلام ، والـعـلـم ، والـحـيـاة ، و سـائـر الـصـفـات الـتـي وصَـف الله تـعـالـى بـهـا نـفـسـه ، أو وصـفـه بـهـا رسـولـه الأمـيـن صلى الله عـلـيـه وسـلـم ، مـع الاعـتـقـاد الـجـازم ، بـعـدم مـشـابـهـة تـلـك الـصـفـات لـصـفـات أحَـدٍ مـن الـمـخـلـوقـيـن ، لا فـي ذاتـه ، ولا فـي صـفـاتـه ، ولا فـي أفـعـالـه ، كـمـا هـو اعـتـقـاد الـسـلـف الـصـالـح .
* : نـُؤمِـنُ أن الله سـبـحـانـه لـه سـمْـعٌ ، وبـصَـرٌ ، وكـلامٌ ، وعِـلـمٌ ، وقـدرة ، وإرادة ، لا يُـشْـبــِهُ مـنـهـا صـفـات الـخـلـق مُـطـلـَـقــًـا ، مُـتـمَـسِّـكِـيـن ومُـعـتـصـمـيـن بـقـول الله الـحـق جَـلّ وعَـلا { لـيـس كـمِـثـلـه شـيء وهـو الـسـمـيـع الـبـصـيـر } و قـولـه تـعـالـى فـي بـيـان عـدم مـشـابـهـتـه لأحــد مـن خـلـقـه { ولـم يـكـن لـه كـفـوًا أحَـد } .
فـالله مُـنـَـزّه عـن الـمِـثـال وكـل مـا خـطـر بـالـبـال .
{
لا تـدركـه الأبـصـار وهـو يُـدرك الأبـصـار وهـو الـلـطـيـف الـخـبـيـر ...
الأنـعـام : 103 } .
* : نـؤمِـن بـوحـدانـيّـة الله تـعـالـى ، فـهـو سـبـحـانـه مـوصـوف بـصـفـات الـوحـدانـيّـة (
لا إلـه إلا هـو ) لا مـعـبـود بـحـق سـواه ، هـو الـخـالـق ، الـرازق ، الـمُـحـْـيـي ، الـمُـمِــيـت ، لا يـقـدِر عـلـى شـيء مـن الـخـَـلـْـق والـعـَـطـاء سـواه ، لـذلـك نـُـوَحِّــده فـي ألـُوهِــيّـتـه .
{
إنـمـا إلـَـهُـكُـم الله الـذي لا إلـه إلا هـو وسِـعَ كـل شـيء عِـلــْـمـا ....
طــه : 98 } .
* : نـُوَحـِّـدُ الله فـي ربـوبـيّـتِـه فـهـو الـرّبّ الـمَـعـبـود ، صـاحِـبُ الـفـَضـْـل والـجـود ، خـَـلـَـقَ الـخـَـلـْـق بـقـدرتـه ، وربّـاهـم بـرعـايـتـه ولـُـطــْـفِـهِ وبــِـرّه .
أفـاض عـلـى الـخـلـق فـنـونَ نـعـمـائـه فـهـو الـخـالـق لـجـمـيـع الأشـيـاء ، الـمُـتـصـرف فـي شـؤون الـعـبـاد كـمـا يـشـاء ، ربّ الـمـلائـكـة ، والإنـس ، والـجـن ، والـطـيـر ، والـوحـوش ، والأنـعـام ، وسـائـر الـمـخـلـوقـات .
{
إن ربّـكـم الله الـذي خـلـق الـسـمـوات والأرض فـي سـتـة أيـام ثـم اسـتـوى عـلـى الـعـرش يُـغـشِـي الـلـيـل الـنـهـار يَـطـلـبُـهُ حـثـيـثـا والـشـمـس والـقـمـر والـنـجـوم مُـسَـخـراتٍ بـأمـره ألا لـه الـخـَـلـْـق والأمـر تـبـارك الله ربّ الـعـالـمـيـن ....
الأعـراف : 54 } .
* : نـُوَحـِّـدُ الله فـي أسـمـائـه وصـفـاتـه ، لا نـَـصِـفــُـهُ إلا بـمـا وَصَـفَ بـه نـفـسـه ، و وَصَـفــَـهُ رسـولـه صلى الله عـلـيـه وسـلـم ، مـع اعـتـقـادنـا بـتـنـزيـهـه سـبـحـانـه عـن مُـشـابـَهَــتـِه لأحَــدٍ مـن الـخـلـق .
{
و لله الأسـمـاء الـحـسـنـى فـادعـوه بـهـا وذرُوا الـذيـن يُـلـحِـدون فـي أسـمـائـه سـيُـجـزون مـا كـانـوا يـعـمـلـون ....
الأعـراف : 180 } .
* : نـُؤمِـن بـأن الـقـرآن كـلام الله قـديـمٌ بـقِــدَم الله ، غـيـر حـادثٍ ولا مـخـلـوق ، أنـزلـهُ عـلـى أشـرف خـلـقـه ، محمد صلى الله عـلـيـه وسـلـم ، سـيّـد الأولـيـن والآخِـريـن بـلـسـان ٍ عـربـي مُـبـيـن .
{
و إنـه لـتـنـزيـلُ ربّ الـعـالـمـيـن * نـزل بـه الـروح الأمـيـن * عـلـى قـلـبـك لـتـكـون مـن الـمُـنـذِريـن * بـلـسـان ٍ عـربـي مُـبـيـن * ....
الـشـعـراء : 192 ــ 195 } .
* : مَـن زعَـمَ أن فـي الـقـرآن زيـادة أو نـقـصًـا ، أو أنـه لا يـتـلائـم ولا يـتـمـاشـى مـع الـزمـان والـعـصـر ، فـقـد انـسـلـخ عـن الاسـلام وكَـفـَـرَ بـالـرحـمـن وفـقـد الـعـقـل والـبـصـيـرة .
{
ولـقـد أنـزلـنـا إلـيـك ءايـاتٍ بَـيّـنـاتٍ ومـا يـكـفـر بـهـا إلا الـفـاسـقـون ....
الـبـقـرة : 99 } .
* : نـُؤمِـن بـأن مـحـمـدًا عـبـده ورسـولـه ، أرسـلـه الله بـيـن يَـدَيّ الـسـاعـة ، بـشـيـرًا ونـذيـرًا ، و داعِــيـًـا إلـى الله بـإذنِـهِ و سِـراجًـا مُـنـيـرًا ، وخـتـم بـه رسـالـة الأنـبـيـاء والـمـرسَـلِـيـن ، فـلا نـبـيّ بـعـده .
{
مّـا كـان مـحـمـدٌ أبَـا أحَـدٍ مـن رجـالـكـم ولـكـن رسـول الله وخـاتـم الـنـبـيـيـن وكـان الله بـكـل شـيء عـلـيـمـا ....
الأحـزاب : 40 } .
* : نـُؤمِـن بـجـمـيـع الأنـبـيـاء والـمـرسـلـيـن ولا نـُـفــَـرّق بـيـن أحـدٍ مـنـهـم .
{
ءامـن الـرسـول بـمـا أنـزل إلـيـه مـن ربـه والـمـؤمـنـون كُـلٌّ ءامـن بـالله ومـلائـكـتـه وكـُـتــُـبــِه ورُسُـلِـه وقـالـوا سَـمِـعـْـنـا وأطـعـنـا غـفـرانـك ربّـنـا وإلـيـك الـمـصـيـر .... الـبـقـرة : 285 } .
* : نـُـحِــبّ جـمـيـع الـمـسـلـمـيـن ولا نـُـكـَـفِـّـر أحـدًا مـنـهـم ، هـذا هـو هَـــدْيُ نـبـيّـنـا صلى الله عـلـيـه وسـلـم .
فـقـد قـال عـلـيـه أفـضـل الـصـلاة والـتـسـلـيـم :
(( ثـلاثـة مـن أصـل الإيـمـان :
ــ الـكَـفّ عَـمّـن قـال ( لا إلـه إلا الله ) لا نـُـكَـفِـّـرُه بـذنـْـب ، ولا نـُخـْـرجـُـهُ مـن الإسـلام بـعـمـل .
ــ الـجـهـاد مـاض ٍ مـنـذ بـعـثـنـي الله إلـى أن يُـقـاتِـلُ آخِـرُ هـذه الأمّـة الـدّجـّـال ، لا يُـبْـطِـلـُـهُ جـور جـائـر ، ولا عـدل عـادل .
ــ الإيـمـان بـالأقـدار )) .
رواه أبـو داود فـي سُـنـَـنِـه .
*<><><>*<><><>*<><><>*<><><>*<><><>*
* : قـال الإمـام احـمـد ابـن حـنـبـل رحـمـه الله :
أخـبـار الـصـفـات ـــ صـفـات الله عَـزّ و جَــلّ ـــ تـُـمَـرّ كـمـا جـاءت ، بـلا تـشـبـيـه ولا تـعـطـيـل ، فـلا يُـقـال : كـيـف ؟ ولِــمَ ؟ ، نـؤمِـن بـأن الله عـلـى الـعـرش كـمـا شـاء ، وكـيـف شـاء ، بـلا حَـــدّ ولا صِـفـة يَـبـلـُـغـهـا واصِـف ، أو يَـحــدّهـا حـادّ ، نـقـرأ الآيـة والـخـبـر ، ونـؤمِـن بـمـا فـيـهـا ، ونـَـكِــلُ ــ نـتـرك ــ الـكـيـفـيـة فـي الـصـفـات إلـى عـلـم الله عَــزّ وجَـــلّ .
*<><><>*<><><>*<><><>*<><><>*<><><>*
* : قـال الـحـافـظ ابـن كـثـيـر :
نـسـلـك فـي آيـات الـصـفـات مـذهـب الـسـلـف الـصـالـح ، وهـو إمـرارهـا كـمـا جـاءت ، مـن غـيـر تـكـيـيـف ، ولا تـشـبـيـه ، ولا تـعـطـيـل ، والـظـاهـرُ الـذي يـبـادر إلـى أذهـان الـمُـشـبــِّـهـيـن ، مـنـفـيّ عـن الله ، فـإن الله لا يُـشـبـهـه أحـدٌ مـن خـلـقـه { لـيـس كـمـثـلـه شـيء وهـو الـسـمـيـع الـبـصـيـر : الـشـورى : 11 } .
*<><><>*<><><>*<><><>*<><><>*<><><>*
* : قـال نـعـيـم الـخـزاعـي ... شيخ الـبـخـاري :
مـن شـبّـه الله بـخـلـْـقِــه فـقـد كـَـفــَـرَ ، ومـن جَـحَـدَ مـا وصـف الله بـه نـفـسـه فـقـد كـَـفـَـرَ ، ولـيـس فـيـمـا وصـف الله بـه نـفـسـه ولا مـا وصـف بـه رسـولـه صلى الله عـلـيـه وسـلـم تـشـبـيـه ، فـمـن أثـبـت لله تـعـالـى مـا وردت بـه الآيـات الـصـريـحـة ، والأخـبـار الـصـحـيـحـة ، عـلـى الـوجـه الـذي يـلـيـق بـجـلال الله وعَـظــَـمَـتِـهِ ، ونـفـىَ عـن الله الـنـقـائـصَ فـقـد سـلـك سـبـيـل الـهـدى .
*<><><>
*<><><>
*<><><>
*<><><>
*<><><>
*
