سلام عليكم و رحمة الله وبركاته
الحمد لله القائل أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ نحمده ونثني عليه الخير كله ونستهديه ونتوكل عليه ونسأله فضله ورحمته, ونصلي ونسلم على نبينا محمد الذي حدّّّّّّّث بقوله: (وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة, كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة) وفي رواية لما سئل من هي ؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي) وعلى آله وصحبه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.. وبعد:
فقد جاءت عقيدة الإسلام صافية خالية من الشوائب والأكدار, فعاش عليها أصحاب رسول الله بعده ومن كان معهم من بقية المسلمين حتى كان مقتل عمر ثم عثمان ثم علي حيث قتله الخوارج بعد خروجهم عليه رضي الله عنهم أجمعين, ثم توالى خروج فرقة زائغة كالرافضة والقدرية المرجئة والأشعرية إلى غير ذلك من ضلالات وانحرافات أهل البدع.
ولصد هذه اللوثات الفكرية والإلتواءات العقدية قام الجهابذة من علماء الأمة بحركة الرد, دفاعاً وبياناً وإيضاحاً بالأدلة والبراهين القاطعة, على سبيل النثر أو النظم.
ومنها هذه القصيدة التي بين أيدينا, وهي قصيدة محدودة الأبيات سهلة المباني, وجيزة المعاني, حيث تضمنت تقرير معتقد أهل السنة والجماعة في أهم المسائل على وجه الإجمال, لذا يستفيد منها طالب العلم باختصار الألفاظ وجمع المعاني...حيث يحفظ أبياتها فتثبت معانيها!!!.
ويستفيد الداعية أيضاً من شرح تلك الردود بالتأصيل والحجة والبيان, لنسف قواعد تلك الفرق كالرافضة وغيرهم ممن بقي في هذا العصر من أذناب تلك المذاهب, لإبطال ضلالاتهم.
هذه المنظومة وهي تقع في ثلاثة وثلاثين بيتاً, وقد تضمن أمهات المسائل في العقيدة وخاصة المسائل التي جرت فيها الخلاف بين أهل السنة والجماعة والمخالفين لهم من أهل البدع وهذه المسائل فيها:
1-التمسك بالقرآن والسنة والتحذير من البدع.
2-مسألة القرآن وأنه كلام الله غير مخلوق.
3-الرؤية.
4-اليدان.
5-النزول.
6-فضائل الصحابة رضي الله عليهم.
7-القدر.
8-عذاب القبر والمسألة.
9-الحوض.
10-الميزان.
11-الشفاعة.
12-الخوارج والتحذير من رأيهم.
13-الإيمان.
14-التمسك بالقرآن والسنة وترك الرأي
المنظومة
تَمسَّـكْ بحَـبْلِ اللهِ واتَّبِع الهُـدَى
ولا تَـكُ بِدْعِيَّـاً لَعلَّـكَ تُفْلِــحُ
وَدِنْ بِكِتَابِ اللهِ والسُّـنـَنِ التِـي
أَتَتْ عَن رَسُولِ اللهِ تَنْجُ وَتَرْبَحُ
وَقُـلْ غَيْـرُ مَخْلِوقٍ كَلامُ مَليكِنا
بِـذَلكَ دَانَ الأتْقِياءُ وأَفْصحُــوا
وَلا تَكُ فِي القُرْآنِ بالوَقْفِ قَائِــلاً
كَمَا قَالَ أتْبَاعٌ لِجَهْمٍ وَأَسْجَحُوا
ولا تَقُـلِ القُرآنُ خَـلقاً قـرأتَـهُ
فإنَّ كَـلامَ اللهِ باللفْظِ يُــوضَحُ
وَقُـلْ يَتَجلَّى اللهُ للخَلْقِ جَـهْـرةً
كَمَا البدْرُ لا يَخْفى وَرَبُّكَ أَوْضَـحُ
وَلَيْسَ بمْولُـودٍ وليسَ بِـوَالِــدٍ
وَلَيسَ لهُ شِـبْهٌ تَعَالَى المسَبَّـحُ
وَقَـدْ يُنكِرُ الجَهْميُّ هَــذَا وعِنْدَنَا
بِمِصْـدَاقِ ما قُلْنَـا حَدِيثٌ مُصَرِّحُ
رَوَاهُ جَرِيـرٌ عـن مَقَـالِ مُحـمَّدٍ
فقُـلْ مِثْلَ ما قَدْ قَالَ في ذَاكَ تَنْجَحُ
وَقَـدْ يُنكِـرُ الجَهْمِيُّ أَيضًا يَمِيْنَـهُ
وَكِلْتَا يَدَيْـهِ بالفواضِـلِ تَنْفَـحُ
وَقُـلْ يَنْـزِلُ الجَبَّارُ فـي كُـلِّ لَيْلَةٍ
بِلا كَيْف جَلَّ الواحدُ المتَمَـدِّحُ
إلى طَبَـقِ الدُّنيا يَمُـنُّ بِفَضْلِــهِ
فَتُفْـرَجُ أَبْوابُ السَّـماءِ وتُفْتـحُ
يَقولُ : ألا مُسْـتغفِـرٌ يَلْـقَ غَافِـرًا
ومُسْـتَمنِحٌ خَـيْرًا ورِزقًا فأمْنَـحُ
رَوَى ذَاكَ قَـومٌ لا يُـرَدُّ حَــدِيثَهم
ألا خَابَ قَــوْمٌ كذَّبـوهُم وقُبِّحُوا
وَقُـلْ إنَّ خَيْرَ النَّاسِ بَعْـدَ مُحَمَّـدٍ
وَزِيـراهُ قُدْمًا , ثُمَّ عُثْمَانُ أرْجَـحُ
وَرابِعُهُـم خَـيْرُ البريَّـةِ بَعْـدَهُـم
عَلِـيٌّ حَليفُ الخَـيرِ , بالخَيرِ مُنْجِحُ
وإنَّهمُ و الرَّهْطُ لا رَيْــبَ فِيْهِــمُ عَلَى نُجُبِ الفِرْدَوْسِ في الخُلْدِ تَسْرَحُ
سَعِيدٌ وسَعْـدٌ وابنُ عَـوْفٍ وطَلْحـةٌ
وعَامِرُ فِهْــرٍ والزُّبَيْـرُ المُمَـدَّحُ
وَعَائِشُ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ وَخَالُنا
مُعَاوِيَة أَكْرِمْ بِهِ فَهْوَ مُصلحُ
وَأَنْصارُه وَالهَاجِرونَ دِيارَهم
بنصرهُمُ عَنْ ظلمةِ النَّارِ زحزحُوا
وَمَنْ بعدَهُم وَالتابِعُون بِحُسنِ مَا
حَذو حَذوهم قَولاً وَفِعلاً فَأفْلحوا
وَقُلْ خَـيْرَ قولٍ في الصَّحَابةِ كُلِّهِـمْ
ولا تَــكُ طَعَّاناً تَعِيْـبُ وَتَجْـرَحُ
فَقَدْ نَطَقَ الوَحْيُ المُبينُ بِفَضْلِهِــمْ
وفي الفَتْحِ آيٌ في الصَّحابةِ تَمْدَحُ
وبِالقَـدَرِ المقْـدُورِ أيْقِنْ فإنَّهُ
دِعَامَةُ عقْدِ الدِّينِ والدِّينُ أفْيَـحُ
وَلا تُنْكِرَنْ جَهلاً نَكِيرًا ومُنْكَــراً
وَلا الحْوضَ والِميزانَ إنَّـكَ تُنْصَـحُ
وقُـلْ يُخْـرِجُ اللهُ العَظيمُ بِفَضلِـهِ
مِن النارِ أجْسادًا مِن الفَحْمِ تُطْرَحُ
عَلَى النَّهرِ في الفِردوسِ تَحْيا بِمَائِهِ
كَحَبِّ حَميلِ السَّيْلِ إذْ جَاءَ يَطْفَـحُ
فإنَّ رَسُـولَ اللـهِ للخَلـقِ شَافـعٌ
وقُلْ فِي عَذابِ القَبرِ حـقٌّ مُوَضَّحُ
ولا تُكْفِّرَنَّ أهْلَ الصَّلاةِ وإِنْ عَصَـوا
فكلُّهُمُ يَعْصِي وذُو العَرشِ يَصْفَـحُ
ولا تَعتقِــدْ رَأيَ الخَوارجِ إنَّـهُ
مَقَالٌ لِمَنْ يهـواهُ يُرْدِي ويَفْضَحُ
ولا تَــكُ مُرْجِيـًّا لَعُوبًا بِدِينِـهِ
ألا إنَّمَا المُرْجيُّ بالدِّينِ يَمْـزَحُ
وقُــلْ إنَّما الإيمانُ قـَوْلٌ ونيَّـةٌ
وِفعْلٌ عَلَى قَـولِ النبيِّ مُصَرَّحُ
ويَنْقُصُ طَـوْرًا بالمعَاصِي وَتَـارةً
بطَاعَتِهِ يَنْمِي وفي الوَزنِ يَرْجَحُ
وَدَعْ عنكَ آراءَ الرِّجالِ وَقـولَهُـم
فَقْولُ رَسُولِ اللهِ أَزكى وَأَشْــرَحُ
وَلا تَكُ مِـن قـوْمٍ تَلَهَّـوْ بِدِينِهِـم
فَتَطْعـنَ في أَهَلِ الحَدَيثِ وتَقْـدَحُ
إذا مَا اعتقـدْتَ الدَّهْرَ يا صَاحِ هذِه
فَأَنْـتَ عَلـى خَيْـرٍ تَبِيتُ وتُصْبِحُ
الله اوفق الجميع للخيرو العمل الصالح
والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته