لا شك ان كل اب يتمنى لابنه النجاح في دراسته فهو دائما يدعو بتوفيقه وتسديده وتثبيته - يعده ويمنيه ان نجح في الامتحان ويتوعده ان رسب - وهدا احساس من الاحاسيس التى فطر عليها البشر - لكن ايها الاب الحنون وقد اهتممت بابنك هدا الاهتمام بدراسته ومستقبله وامور دنياه واحسست انك عنه مسئول - فهل كان الاهتمام باخرته كالاهتمام بدنياه- هل كان الاهتمام به بعد موته كالاهتمام براحته في حياته - مسئوليتك ايها الاب احاطت بعلوم الدنيا الفانية واهملت الاخرى الباقية - شغلت به في حياته واهملته بعد مماته بنيت له بيت من الطين والاسمنت في دنياه و حرمته بيت الؤلؤ والياقوت والمرجان في اخراه .
طموحك - واملك - وغاية مناك ان يكون طبيبا او مهندسا او طيارا او عسكريا - ويا الله كل الاماني دنيوية .........السعى والجد للدنيا الفانية مع اهمال الاخرى الباقية - وهده ليست حالة نادرة - بل ان قسما كبيرا من الناس على دلك .... تاهبوا واستعدوا وعملوا على تربية ابناءهم اجسادا واهملوا تربية القلوب التي بها يحيون ويسعدون - او بها يشقون ويهلكون وهدا هو الواقع - والادلة على ما نقول خدها ايها الاب الحنون ...
هب ان ابنك تاخر عن وقت الامتحان مادا ستكون حالتك - وما شعورك - الا تسابق الزمن ليلحق بالامتحان ؟ الا تنام قبلها بنصف عين لئلا يفوته الامتحان ؟ كان الجواب يقول بلى ........فهل كان شعورك حين نام عن صلاة الفجر كشعورك حين نام عن امتحانه ؟ الا تساله كل يوم عن امتحانه مادا عمل وبمادا اجاب وعسى ان يكون الجواب صحيحا ؟ فهل سالته عن امور دينه يوما ما ؟ هل سالته صلى ام لا ؟ هل سالته من يجالس ومن يماشى ؟ هل سالته اين يكون عندما يتغيب عن البيت . الا يضيق صدرك ويعلو همك حين تعلم ان ابنك قصر في الاجابة في الامتحان - فهل ضاق صدرك حين قصر في سنن دينه وواجباته - الا تعطيه ما يريد- الا تمنعه من الملاهى التي رحبت بها في بيتك من فيديو وتلفاز وصحف ومجلات لئلا تشغله عن المداكرة والاستعداد للامتحان - فما عساك فاعل ايها الاب الحنون في امتحان ليس له دور ثان ولا اعادة ولا حمل للمواد ؟ فقط نجاح او رسوب - والرسوب معناه الاقامة في النار والعياد بالله- معناه الخسران المبين والعداب المهين - مادا تغنى عنه شهادته ومركزه وماله ادا اوتي كتابه بشماله ثم صاح باعلى صوته =( يا ليتني لو اوت كتابيه ولم ادر حسابيه يا ليتها كانت القاضية ما اغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه ) الحاقة*25 - 29 * لا نقول اهملوا ابناءكم ولا نقول دعوهم - لا والله بل نقول ان الاخرة هي اولى بالاهتمام - واجدر بالسعى - واحق بالعمل .
كم من اب حرص على احضار مرب لابنه يعلمه القران ويدارسه السنة ؟؟؟ قليل من فعل دلك . وليت الدي لم يفعل دلك جنب ابنه عوامل الفساد والافساد لكن البعض جلب لابنه سائقا وخادما وسيارة وهيا له بيتا ملاه بكل المحرمات الملهيات عن دكر الله و طاعته .
كم من اب اعطى ابنه جائزة يوم حفظ جزءا من القران الكريم او تعلم حديثا للمصطفى عليه الصلاة والسلام ؟ قليل من فعل دلك .
ونسال الله ان يبارك في القليل .
البعض من الناس يعد ابنه ان نجح في الامتحان بقضاء امتع الاوقات على الشواطئ في اي البلاد او بشراء سيارة له يجوب بها الطرقات - وما وعد ابنه مرة ان نجح باداء العمرة او زيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم . فمادا كانت النتيجة بعد كل هدا الاهمال في التربية ؟؟؟؟؟ النتيجة ان حل محل المصحف مجلة ومحل السواك سيجارة - والنتيجة ان نشا ينشا كالانعام ( اولئك كالانعام بل هم اضل اولئك هم الغافلون ) الاعراف -179-
ان ابنا بنيناه جسدا حرى بنا ان نربي عقله وقلبه ونهتم بحياته بعد موته - واول خطوة الى دلك ان نصلح انفسنا ففي صلاحنا وبصلاحنا تكون استقامتهم ورعاية الله لهم - قال تعالى = (وكان ابوهما صالحا ) الكهف -82 - وثانيهما - ان نجعل التربية الاسلامية غاية وهدفا فلا مانع من تعلم العلوم الدنيوية -ولكن ليس على حساب الاهتمام بالاخرة قال تعالى = ( وابتغ فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا ) القصص -77 -
ايها الاباء وانتم تعدون ابناءكم لامتحانات الدنيا اتقوا الله فيهم واعلموا انتم وعلموهم ان سلعة الله اغلى واعلى من زخارف الدنيا وعلموهم ان النجاح الحقيقي هو قصر الفس على ما يرضى الله - علموهم واعلموا انتم ان السعادة الحقيقية في تقوى الله و طاعته ثم اعلموا انتم ايضا انه لن ينصرف احد من الموقف يوم القيامة وله عند احد مظلمة - يفرح الابناء ان يجد عند ابيهم مظلمة وتفرح الزوجة ان تجد عند زوجها مظلمة - ياتي الابناء يوم القيامة يحاجون اباءهم بين يدى الله قائلين = يا ربنا خد حقنا من هدا الاب الظالم الدي ضيعنا عن العمل لما يرضيك وربانا كالبهائم واوردنا المهالك والدي ما من مفسدة الا وجعلها بين ايدينا وما من مهلكة الا وادخلها علينا- فمادا سيكون الجواب حينئد ايها الاب الحنون ؟؟؟؟؟
فيا ايها الاباء اتقوا الله في ابنائكم واحسنوا تربيتهم واحفظوهم من الفساد والضياع ما دام الامر في ايديكم وما دمتم في زمن المهلة قبل ان تندوموا وتلوموا انفسكم في وقت لا ينفع فيه الندم ولللوم .
