الذنوب وتأثير المعاصي والتهديد بآثار الماضي من معوقات الهداية
تطمس المعاصي على القلوب بحيث لا يستطيع الإنسان بسببها ان يصل إلى الطريق الصحيح **كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون -148 لذلك إذا ابتلي الإنسان بذنب فان هذا الذنب قد يكون عائقا وحائلا بينه وبين الالتزام
وقد يجالس الصالح احد الشباب ويوضح له الحق ويتعجب من عدم قبوله هذه الموعظة فعليه أن يعلم المانع والعائق له هو الذنب.
رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها
ان على المسلم ادا ابتلي بذنب كالغيبة ان يبادر بالتوبة حتى لا يطمس الله على قلبه ولا يستهتر ولا يتهاون بالذنب مهما صغر فان خطره عظيم ** وتحسبونه هينا وهو عند اللع عظيم-15-** من سورة النور ويقول بلال بن سعد رحمه الله :**لا تنظر الى صغر الخطيئة ولكن انظر الى عظمة من عصيت**
وقد ابتلي بعض الشباب بترسبات وأثار سيئة في ماضيه،حيث التقطت له صور مع ماجنات ،أو في أوضاع مخلة بالآداب أو حضور وتسجيل حفلات غنائية وغير ذلك.
فهذا عندما يفكر في الالتزام يقف ما ضيه عقبة في سبيله،فقد يهدده أصدقاء الماضي بفضحه واتهامه بالنفاق وتكون الأدلة كلها ضده وتدينه ويكفر المسكين في هذا ثم يستسلم خوفا من العار والفضيحة ،وهذا العائق ليس عذرا ينفعك أمام الله وهناك عدة تصورات سنطرحها وهي:
1-اعلم انك ان صدقت مع الله فسوف يصدق معك وسيدفعها عنك ** إن الله يدافع عن اللذين امنو ** سورة الحج
فلا تحزن ولا تبتئس فتوكل عليه فسوف يكفيك كيد الفساق
2- هب أن صورك نشرت وافتضحت، فهل فضيحتك في الدنيا أهون أم فضيحتك في الآخرة؟ هل تريد أن تخسر الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران المبين
3- هب أن صورتك انتشرت بين الناس هل هذا يضرك؟ اعلم رحمك الله إن هذا ماضي و الماضي سينسى بإذن الله وسيجعله الله كفارة لك، وصحابة النبي صلى الله عليه وسلم كانوا على شرك وعبادة للأصنام ومع ذلك عندما اسلموا نسوا ماضيهم وكلما زاد خوفك من الله أقبلت عليه دون تردد أو خوف، بل هناك من الفنانات التائبات اللواتي كان لهن ماض سيء كالظهور في صورة عارية ومواضع مخلة للآداب وعندما رجعن الى الله نسين ذلك كله،وهن الآن يقمن بالدعوة الى الله وما اثر ذلك عليهن ولا يرجع هذا إلا لصدق التوبة بالعودة الى الله سبحانه وتعالى –نحسبهن والله حسيبهن- وقد حرص المنتجون على تكرار عرض أفلامهن من اجل إحراجهن وتخذيلهن وما اثر ذلك عليهن ولله الحمد والمنة
4-قد لا يفعلون ذلك لان الفضيحة سوف تلحق أيضا بهم ، فهم لا يستطيعون تنفيذ تهديدهم ، وان نفذوه فالحمد لله هو بالنسبة لك ماض أبدلك الله خيرا منه، ولا اعتقد ان هناك عاقلا سوف يحاسبك او يلومك على ماضيك. واعلم ان غالب الناس لهم ماض سيء ولكن الله تعالى يتفضل على الناس فيستر القبيح ويظهر الجميل ويعفو عن الذنوب.
واعلم أن من يلومك قد يكون وقع في مثل ما وقعت فيه،وإذا حدث وقدر الله إن يفتضح أمرك فاعلم ان هذا ابتلاء من الله ليختبر مدى صدق توبتك إليه كما في الحديث الصحيح ** اشد الناس بلاء الأنبياء ثم المثل فالأمثل ....**وللحديث طرق متعددة وألفاظ مختلفة.
فلا يكن –اخي الحبيب اختي الحبيبة – هذا مانعا بينك وبين التوبة اللهم تب علينا واغفر لنا وارحمنا انت خير الراحمين
للامانة منقول من كتاب معوقات الهداية للشيخ صالح بن مقبل العصيمي
