والفخذ عورة لا يجوز لك أيها المسلم أن تكشفه وهو قول جمهور التابعين والأئمة الأربعة وأبي يوسف ومحمد صاحبي أبي حنيفة،لما روى احمد وأبو داود والحاكم والدرقطاني بإسناد جيد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :** مروا أبناءكم بالصلاة لسبع سنين، واضربوهم عليها لعشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع، وادا انكح أحدكم خادمه عبده او أجيره، فلا ينظرن إلى شيء من عورته،فان ما أسفل من سرته إلى ركبتيه من عورته**
ولما روى مالك واحمد والترمذي وقال : حديث حسن، عن جرهد قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: **فخد المرء المسلم عورة** وعن جرهد قال : مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا كاشف فخدي فقال النبي صلى الله عليه وسلم :** غطها فإنها من العورة**.
وروى احمد عن محمد بن جحش قال مر النبي صلى الله عليه وسلم وأنا معه،على معمر ،وفخذاه مكشوفتان فقال : ** يا معمر غط فخديك فان الفخذين عورة**
وقد استدل داود الظاهري على أن الفخذ ليس عورة.
بما روى في الصحيحين واللفظ لمسلم عن انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا خيبر قال: فصلينا عندها صلاة الغداة بغلس،فركب نبي الله صلى الله عليه وسلم ، وركب ابو طلحة ، وأنا رديف أبي طلحة فأجرى نبي الله صلى الله عليه وسلم في زقاق خيبر وان ركبتي لتمس فخد نبي الله صلى الله عليه وسلم وانحسر الإزار عن فخد النبي صلى الله عليه وسلم واني لأرى بياض فخد النبي صلى الله عليه وسلم وفي البخاري ثم حسر الإزار عن فخده.
وليس في رواية مسلم دليل على إن الفخذ ليس بعورة لان قوله انحسر الإزار أي انكشف بنفسه لا إن النبي صلى الله عليه وسلم حسره.فكان الانحسار بإجراء الفرس .وقال النووي رحمه الله تعليقا على رواية البخاري واللائق بحاله عليه الصلاة والسلام أن لا ينسب إليه كشف فخده قصدا مع ثبوت قوله صلى الله عليه وسلم ** الفخذ عورة**.
ولعل انسا رضي الله عنه لما رأى فخده صلى الله عليه وسلم مكشوفا وكان عليه الصلاة والسلام سببا في الكشف بإجرائه الفرس اسند الفعل إليه ذكره القسطلاني رحمه الله تعالى.
واستدل داود بما روى مسلم في صحيحه عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في بيتي كاشفا عن فخديه او ساقيه ،فاستادن ابو بكر فادن له،وهو على تلك الحال فتحدث،ثم استادن عمر فادن له وهو كدلك فتحدث،ثم استادن عثمان فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وسوى ثيابه .قالت عائشة:دخل أبو بكر فلم تهتش له،ولم تباله ،ثم دخل عمر فلم تهتش له،ولم تباله،ثم دخل عثمان فجلست ،وسويت ثيابك فقال:** الا استحي من رجل تستحي منه الملائكة**.
فهدا دليل دخله الاحتمال لقولها**كاشفا عن فخديه او ساقيه** والدليل متى دخله الاحتمال سقط به الاستدلال والدليل الأول تعارضت فيه روايتان انحسر الإزار وحسر الإزار.
فلم يبق دليل صالح على إن الفخذ ليس بعورة خصوصا أمام قوله صلى الله عليه وسلم** غط فخديك فان الفخذين عورة** واد تعارض المبيح والمحرم رجح المحرم**.
أضف إلى هدا ما روى البخاري في صحيحه عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم حين كان ينقل معهم الحجارة لبناء الكعبة وعليه إزاره .فقال له العباس عمه :يا ابن أخي :لو حللت إزارك ،فجعلته على منكبيك دون الحجارة،قال فحله فجعله على منكبيه ،فسقط مغشيا عليه ، فما رؤي بعد دلك عريانا
أيحفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم من كشف عورته قبل البعثة ويسامح بكشفها بعد البعثة
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اجتنابه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
