حفظ الفرج
أخي المسلم –أختي المسلمة
حفظ الفرج شعبة من شعب الإيمان ،فمن اتصف به، كان من أهل الجنة اللذين أثنى الله عز وجل عليهم في كتابه حيث يقول **والحافظات فروجهم والحافظات، والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما**،
ويقول جل شانه:**واللذين هم لفروجهم حافظون إلا على ازراجهم أو ما ملكت إيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء دلك فأولئك هم العادون**
حافظ الفرج، وحافظة فرجها، مضمونة لهما الجنة.روى البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:**من يضمن لي مابين لحييه، وما بين رجليه، تضمنت له بالجنة**.وروى الحاكم والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :**يا شباب قريش :أحفظوا فروجكم ،لا تزنوا،إلا من حفظ فرجه فله الجنة** وحفظ الفرج يكون :
البعد عن الزنا ومقدماته:
1-ويكون باعتزال المرأة أثناء المحيض والنفاس
2-بعدم إتيان المرأة في دبرها
3-بالابتعاد عن الاستمناء باليد
4-بالبعد عن اللواطة
ا-مصافحة المرأة الأجنبية ومصافحة الرجل الأجنبي:
والمرأة الأجنبية كل امرأة يحل لك الزواج بها أخي المسلم.والرجل الأجنبي كل رجل يحل لك الزواج به أختي المسلمة
فمصافحة الأجنبية تدعوا إلى الابتسام في وجهها ،والابتسام في وجهها يدعوا إلى السلام،والسلام يدعو الى الكلام:والكلام يدعو الى الموعد واللقاء،والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:**فمن اتقى الشبهات فقد استبرا لدينه وعرضه**،وفي المصافحة زنى اللمس وزنى اليد حرام،روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها :**ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امراة قط:وإنما مبايعتها كانت كلاما**.
وروى احمد والترمذي عن اميمة بنت رقيقة قالت: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في نساء نبايعه فاخذ علينا ما في القران أن لا نشرك بالله شيئا فقال:**فيما استطعتن وأطعتن.قلنا:الله ورسوله الله ورسوله ارحم بنا من أنفسنا،قلنا :يا رسول الله :ألا تصافحنا.قال:إني لا أصافح النساء،إنما قولي لامرأة واحدة كقولي لمائة امرأة**ومن زعم أن النبي كان يصافحهن بحائل لم يصح،وادا كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يصافح مع عصمته وانتفاء الريبة عنه فغيره أولى بدلك.
فاحرص أخي ألا تصافح امرأة يحل لك الزواج منها ولو كانت ابنة عمك أو ابنة عمتك.
واحرصي يا أختي ألا تصافحي رجلا يحل لك الزواج منه ولو كان ابن عمك او ابن عمتك أو عم زوجك أو أخا زوجك.
روى البيهقي عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال.سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم:**لان يكون في راسي رجل مشط من حديد حتى يبلغ العظم خيرا من أن تمسه امرأة ليست بمحرم**.
ب-الخلوة بالنساء
وهي أن يخلو ذكر بأنثى في موضع ليس معهما فيه احد والخلوة الصحيحة هي غلق الرجل الباب على منكوحته بلا مانع وطأ وسواء كانت خلوة عادية أم خلوة صحيحة فهي من مقدمات الزنا وعلى المسلم والمسلمة تجنبها.روى احمد والترمذي عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :**رأيت شابا وشابة فلم امن الشيطان عليهما**.
أخي المسلم
توق الدخول على امرأة يحل لك النكاح بها وان كانت قريبة.فلا تدخل على بيت أخيك وأخوك غائب وليس في البيت إلا زوجته ، فان الدخول على النساء من مقدمات الزنا روى مسلم عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : **إياكم والدخول على النساء**فقال رجل من الأنصار:**يا رسول الله,افرايت الحمو؟قال **الحمو الموت**
والحمو:أبو الزوج واخو الزوج وابن عمه وابن أخيه وكل أقارب الزوج’ ومعناه والله اعلم:ليمت الحمو ولا يدخل على زوجة ابنه او زوجة قريبه أو معناه الخوف منه أكثر من الخوف من غيره لتمكنه من الدخول على المرأة من غير إنكار بخلاف الأجنبي.وروى الطبراني عن عقبة بن عامر أيضا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:**لا تدخلوا على النساء ولو كن كتائنا**،
والدخول على النساء موصل إلى الخلوة بهن،والخلوة بهن من مقدمات الزنا
والنبي صلى الله عليه وسلم يحذر أمته من الخلوة بالمرأة سواء غاب عنها زوجها بسفر أم بغياب عادي.روى النسائي عن جابر رضي الله عنه قال :قال رسول الله عليه الصلاة والسلام **لا تدخلوا على هؤلاء المغيبات،فان الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم**. قيل يا رسول الله ومنك؟قال:ومني إلا أن الله أعانني عليه فاسلم**.
وروى الطبراني عن ابن عمر وقال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :**مثل اللدي يجلس على فراش المغيبة مثل الذي ينهشه اسود من اسود يوم القيامة**.
وروى الطبراني عن بريدة قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:** لا يخلون رجل بامرأة فان الشيطان ثالثهما**.
أختي المسلمة لا تخاطري بنفسك وتخلي برجل يحل لك الزواج منه: فان الخلوة به سخط الله تعالى .وانك إن أرضيت الله بسخط الإنسان رضي الله عنك وارضي عنك الإنسان.وان أسخطت الله ورضيت بالخلوة بإنسان سخط الله عليك واسخط عليك دلك الإنسان.
وانظري في هده الواقعة والتي حدثت نتيجة الخلوة المحرمة.
رواها وهب بن منبه.ووهب هدا يماني صاحب قصص.قال الذهبي في ميزان الاعتدال فيه من أحبار علماء التابعين ولد في آخر خلافة عثمان وحديثه في الصحيحين كان ثقة صادقا كثير النقل من كتب الاسرائليات.
روى عن ابن عباس وعبد الله بن عمرو.قال العجلي ثقة تابعي.وقال مثنى بن الصباح لبث وهب عشرين سنة لم يجعل العشاء والصبح وضوءا
وقد ضعفه الفلاس وحده ووثقه جماعة.قال وهب:
أن عابدا كان في بني إسرائيل وكان من اعبد أهل زمانه، وكان في زمانه ثلاثة إخوة لهم أخت، وكانت بكران ليست لهم أخت غيرها. فخرج البعث على ثلاثتهم-أي الجهاد-فلم يدروا عند من يخلفون أختهم ،ولا عند من يامنون عليها، ولا عند من يضعونها . قال:فاجتمع رأيهم على أن يخلفوها عند عابد بني إسرائيل، وكان ثقة في أنفسهم فاتوه فسألوه ان يخلفوها عندهن فتكون في كنفه وجواره إلى أن يقفلوا من غزاتهم.فأبى دلك عليهم، فلم يزالوا به حتى أطاعهم، فقال :انزلوها في بيت حداء صومعتي.فانزلوها في دلك البيت ثم انطلقوا وتركوها، وكان ينزل إليها الطعام من صومعته فيضعه عند باب الصومعة ،ثم يغلق بابه ويصعد في صومعته،ثم يأمرها فتخرج من بيتها فتاخد ما وضع لها من الطعام.قال: فتلطف له الشيطان، فلم يزل يرغبه في الخير،ويعظم عليه خروج الجارية من بيتها نهارا ويخوفه أن يراها احد فيعلقها*أي يحبها ويشغف بها* قال: فلبث بدلك زمانا، ثم جاءه إبليس فرغبه في الخير والجر،وقال له: لو كنت تمشي إليها بطعامها حتى تضعه في بيتها كان أعظم لأجرك, قال:فلم يزل به حتى مشى إليها بطعامها،فوضعه في بيتها.قال:فلبث ب\لك زمانا،ثم جاءه إبليس فرغبه في الخير وحضه عليه،وقال:لو كنت تكلمها وتحدثها فتأنس بحديثكن فإنها قد استوحشت وحشة شديدة.قال: فلم يزل به حتى حدثها زمانا،يطلع عليها من فوق صومعته.قال:ثم أتاه إبليس بعد دلك فقال:لو كنت تنزل إليها فتقعد على باب صومعتك وتحدثها،وتقعد على باب بيتها فتحدثها كان آنس لها،فلم يزل به حتى انزله وأجلسه على باب صومعته يحدثها وتخرج الجارية من بيتها،فلبثا زمانا يتحدثان.ثم جاءه إبليس فرغبه في الخير والثواب فيما يصنع بها،وقال:لو خرجت من باب صومعتك،فجلست قريبا من باب بيتها كان آنس لها ، فلم يزل به حتى فعل.قال:فلبثا زمانا ثم جاءه إبليس فرغبه في الخير وفيما له حسن الثواب فيما يصنع بها،وقال له :لو دنوت من باب بيتها فحدثتها ولم تخرج من بيتها ،ففعل.فكان ينزل من صومعته فيقعد على باب بيتها فيحدثها.فلبثا ب\لك حينا ثم جاءه إبليس فقال:لو دخلت البيت معها تحدثها، فلبثا بدلك حينا ثم جاءه إبليس فقال: لو دخلت البيت معها تحدثها،ولم تتركها تبرز وجهها لأحد كان أحسن بك،فلم يزل به حتى دخل البيت،فجعل يحدثها نهاره كله،فادا أمسى صعد في صومعته،قال:ثم أتاه إبليس بعد دلك،فلم يزل يزينها له حتى ضرب العابد على فخدها وقبلها.فلم يزل به إبليس يحسنها في عينه ويسول له حتى وقع عليها فاحبلها.فولدت له غلاما فجاءه إبليس فقال له:ارايت ان جاء إخوة هده الجارية وقد ولدت منك؟كيف تصنع؟لا آمن عليك ان تفتضح او يفضحوك؟فاعمد الى ابنها فاذبحه وادفنه.فإنها ستكتم عليك مخافة إخوتها أن يطلعوا على ما صنعت بها،ففعل.فقال له:أتراها تكتم إخوتها ما صنعت بها وقتلت ابنها؟خدها فاذبحها وادفنها مع ابنها فلم يزل به حتى ذبحها.فالقاها في الحفيرة مع ابنها.وأطبق عليها صخرة عظيمة،وسوى عليها التراب،وصعد في صومعته يتعبد فيها.فمكث بدلك ما شاء أن يمكث،حتى قفل إخوتها من الغزو.فجاءوه فسألوه عنها.فنعاها لهم وترحم عليها وبكى لهم وقال:كانت خير امة.وهدا قبرها فانظروا إليه،فاتى إخوتها القبر فبكوا على قبرها وترحموا عليها،وأقاموا على قبرها اياما ثم انصرفوا الى أهاليهم.فلما جن عليهم الليل واخذوا مضاجعهم أتاهم الشيطان في صورة رجل مسافر فبدا بأكبرهم فساله عن أختهم فاخبره بقول العابد وموتها وترحمه عليها وكيف أراهم موضع قبرها فكدبه الشيطان وقال:لم يصدقكم أمر أختكم،انه قد أحبل أختكم وولدت منه غلاما فذبحه وذبحها معه فزعا منكم وألقاها في حفيرة احتفرها خلف الباب الذي كانت فيه عن يمين من دخله.فانطلقوا فادخلوا البيت الذي كانت فيه فإنكم ستجدونها هنالك جميعا كما أخبرتكم قال:واتى الأوسط في منامه وقال له مثل دلك ثم أتى أصغرهم وقال له دلك فلما استيقظ القوم استيقظوا متعجبين لما رأى كل منهم
فاقبل بعضهم على بعض يقول كل واحد منهم رأيت عجبا واخبر بعضهم بعضا قال أكبرهم هدا حلم ليس شيء فامضوا بنا قال أصغرهم لا امضي حتى آتي دلك المكان فأنضر قال :فانطلقوا جميعا حتى دخلوا بيت أختهم ففتحوا الباب وبحثوا عن الموضع فوجدوا أختهم والغلام مذبوحين كما قيل لهم فسالو العابد فصدق قول إبليس فيما صنع يهما فاستعدوا عليه ملكهم،فانزل من صومعته فقدموه ليصلب ،فلما أوقفوه على الخشبة أتاه الشيطان فقال له: قد علمت إني صاحبك اللدي فتنتك في المرأة حتى أحبلتها وذبحتها وذبحت ابنها فان أنت أطعتني اليوم وكفرت بالله الذي خلقك خلصتك مما أنت فيه قال: فكفر العابد بالله فلما كفر خلى عنه الشيطان بينه وبين أصحابه فصلبوه.قال: ففيه نزلت هده الآية:** كمثل الشيطان اد قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين.........إلى قوله : جزاء الظالمين **
فهده عاقبة الخلوة بالأجنبي أوصلت إلى الزنا ثم القتل ثم إلى الكفر والعياذ بالله، فلدا كانت المعاصي بريد الكفر.
أخي المسلم: لا تخل بأجنبية مهما كنت صالحا ن ولا تقصر الحرام فحرام السير فيه، وهدا عبادة بن الصامت رضي الله عنه مع كبر سنه وعجزه عن القيام بأموره وحده وعدم تحرك شهوته يخشى أن يخلو بامرأة.
روى البيهقي عن عبادة قال: ألستم تروني هدا فاني أقوم إلا رفدا،ولا آكل إلا ما لوق لي ، وقد مات صاحبي مند زمان وما أحب أن لي ما تطلع عليه الشمس، واني خلوت بامرأة لا تحل لي مخافة أن تأتي بحركة على من لا سمع له ولا بصر،ومعنى رفدا أي بمساعدة،ومعنى لوق لي لين، ومعنى مات صاحبي ولا سمع ولا بصر : فرجه
حسبك ايها المسلم رادعا من الدخول على النساء والخلوة بهن ما رواه مسلم في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يقول:// لا يخلون رجل بامرأة الا ومعها دو محرم ،ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم //
أختي المسلمة:
لا تخلي رجل أجنبي فان رسول الله عليه وسلم منع من دلك وان السلف الصالح وهم خير الأمة كانوا يتورعون عن الدخول على نساء الصحابة’ فقمن بك أن تتورعي كما تورعوا وصوني نفسك كما صانو أنفسهم.
روى احمد عن أبي صالح’ قال استادن عمرو بن العاص على فاطمة فادنت له فقال ثم علي ؟ قالوا: لا ، قال: فرجع، ثم استادن عليها مرة أخرى ، فقال : ثم علي ؟ قالوا نعم فدخل عليها،فقال له علي : ما منعك أن تدخل حين لم تجدني هاهنا ؟ قال:إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندخل على المغيبات
س
المغيبة هي التي غاب عنها زوجها مطلقا ولو كان في البلد.
