وقد قيل:
يا ايها الرجل المعلم غيره هلا بنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي اسقام وذوي الضنى كيما يصح به وانت سقيم
إبدا بنفسك فانهها عن غيها فاذا انتهت عنه فانت حكيم
فهناك تعذر إن وعضت ويقتدي بالقول منك ويقبل التعليم
لا تنه عن خلق وتاتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم
من الناس من يتكبر بقوته وصحته وهذا رجل غافل لان القوة ليست هي مقياس الشرف بين الناس وهل قوة هذا الرجل تكافىء قوة حمار او بغل؟ ولو كانت القوة هي مقياس لاستحق الحمار ان يكون مديرا (اعزكم الله) والبغل ان يكون وزيرا والفيل ان يكون رئيسا
ولكن المدار على العقل فبه يصل الإنسان إلى معرفة ربه وخالقه وبه يسير الإنسان في الناس سيرا حسنا وهو الذي يجنب صاحبه المضار و المهالك
وقد نسب إلى علي بن ابي طالب في الله عنه هذه الابيات الآتية:
إن المكارم اخلاق مطهرة فالعقل اولها والدين ثانيها
والعلم ثالثها و الحلم رابعها و الجود خامسها و العرض سادسها
و البر سابعها و الصبر ثامنها و الشكر تاسعها و اللين عاشرها
فانضر هداك الله إنه لم يعد القوة و الفتوة من المكارم لانها لا تكون مفخرة إلا إذا استخدمت في الخير و الصلاح و قد روي ان ابا حنيفة رحمه الله كان يلقي على تلاميذه درس فقه وكان مادا رجليه فدخل المسجد رجل حسن الهيئة فارع الطول واتى حلقة ابي حنيفة ليستمع فضم ابو حنيفة رجليه احتراما للقادم وضل يلقي درسه حتى وصل إلى قوله "وقت المغرب يبدا من غروب الشمس إلى غياب الشفق الاحمر من السماء" فقال هذا الرجل: يا شيخ ارايت إن لم تغرب الشمس؟ فقال ابو حنيفة الان آن لابي حنيفة ان يمد رجليه.
وقد قيل:
يزين الفتى في الناس صحة عقله وإن كان محظورا عليه مكاسبه
يشين في الفتى في الناس قلة عقله و إن كرمت اعرافه ومناسبه
يعيش الفتى في الناس بالعقل إنه على العقل يجري علمه وتجاربه
وافضل قسم الله للمرء عقله فليس من الاشياء شيء يقاربه
إذا اكمل الرحمان للمرء عقله فقد كملت اخلاقه ومآربه