مما تحدث به"ابن الانباري" ورواه "المبرد"في "الكامل" قال "ابان بن تعلب" وكان عابدا من عباد البصرة شهدت أعرابية وهي توصي ولدا لها يريد سفرا،وهي تقول له: أي بني:اجلس أمنحك وصيتي وبالله توفيقك،فان الوصية أجدى عليك من كثير عقلك.
قال ابان:فوقفت مستمعا لكلامها، مستحسنا لوصيتها، فإذا هي تقول:
أي بني، إياك والنميمة، فإنها تزرع الضغينة، وتفرق بين المحبين.
وإياك و التعرض للعيوب فتتخذ غرضا، وخليق إلا يثبت الغرض على كثرة السهام،وقلما اعتورت السهام غرضا إلا كلمته،حتى يهى ما اشتد من قوته
وإياك و الجود بدينك و البخل بمالك.
وإذا هززت فاهزز كريما يلين لهزت،ولا تهزز اللئيم،فانه صخرة لا ينفجر ماؤها.
ومثل لنفسك مثال ما استحسنت من غيرك فاعمل به، وما استقبحت من غيرك فاجتنبه، فإن المرء لا يرى عيب نفسه.
ومن كانت مودته بشره، وخالف ذلك منه فعله كان صديقه منه على مثل الريح في تصرفها.ثم أمسكت.قال ابان: فدنوت منها،فقلت بالله يا أعرابية،ألا زدته في الوصية.
فقالت:والغدراقبح ما تعامل به الناس بينهم،ومن جمع إلى الحلم السخاء فقد أجاد الحلة:ريطتها وسر بالها.
[color:ab0a=darkred]