إذا أخذت اللقمة ورميت بهـا وراء ظهرك ، فمتـى تشبع ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي علم بالقلم والصلاو والسلام عل خير مبعوث للامم وعلى آله وصحبه ذوي الفضل والكرم وبعد أخواني فإني استللت هذا العنوان من كلام للفضيل بن عياض رحمه الله يعلم ويربي به طلبة العلم والمشتغلين به بل هو يداوي به علة من العلل التي انتشرت بين السلفيين وطلبة العلم وما ابرئ نفسي حين اقول هذا ولكن من باب الذكرى والنصيحة لي ولإخواني كما قال القائل:
ومــا المرء الا بإخوانـه **** كما تقبض الكف بالمعصـم
ولا خيـــر في الكف مقطوعة **** ولا خير في الساعد الأجذم
قيل للفضيل بن عياض يا أبا علي حدثنا قال: انكم مفتونون وهل عملتم بكل ما علمتم حدثني الأعمش قال: إذا أخذت اللقمة فرميت بها خلف ظهرك فمتى تشبع أهــ هكذا كان السلف يقرنون بين العلم والعمل وكيف لا وهما قرينان متلازمان اذ أن العمل هو ثمرة العلم النافع كما قال ابن عثيمين رحمه الله في شرح ثلاثة الأصول :والعمل في الحقيقة هو ثمرة العلم فمن عمل بلا علم فقد شابه النصارى ومن علم ولم يعمل فقد شابه اليهود.
واذا نظرنا اخواني الى رسم الكلمتين وحروفهما وجدنا انهما تتكونان من نفس الأحرف غير فرق طفيف بينهما الا وهو تقديم اللام اوتأخيرها وكأنه يدل على شدة اقترانهما وانهما لا ينفكان فإذا وجد العلم وكان نافعا فلا بد ان ينتج عملا ,لكننا اخواني نرى هذه الأيام ممن يشتغل بالعلم وتحصيله زهدا في العمل اوقل ضعف الهمة في العمل فنرى اخوانا لنا يشتغلون بالعلم ويخالفونه فترى تقصيرا في التبكير للمساجد وتهاونا في الصف الأول وتأخرا عن التكبيرة الأولى وتركا لسنن عدة وحاله كشمعة تحرق نفسها لتضيئ للآخرين طريقهم , اليس لنا ولهؤلاء اسوة حسنة في عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حين قال: كنا لا نتجاوز العشر آيات من القرآن حتى نعيهن ونعمل بهن.
فهكذا كان السلف رحمهم الله فكيف نحن من بعدهم رحمكم الله كم من آيات حفظنا وكم من احاديث جمعنا وكم من عملا قدمنا لا شك سنرى تباينا مخيفا بين الأمرين الا من رحم الله فترى الواحد منا يروي الأحاديث الكثر , ويحفظ المتون العدة ولكن ان لم تطبق هذه المحفوظات والمرويات الى عمل فكأن الزارع يغرس شجرا لا يثمر وهذا والله هو عين الغبن, يقول مالك رحمه الله : ما تعلمت العلم إلا لنفسي وما تعلمت ليحتاج الناس الي وكذلك كان الناس.
وكذلك كان الناس اخواني فهذا امام السنة احمد بن حنبل رحمه الله يقول: ما كتبت حديثا عن النبي عليه الصلاة والسلام إلا وقد عملت به ، حتى مر بي الحديث ان النبي عليه الصلاة والسلام احتجم واعطى أبا طيبة دينارا ، فأعطيت الحجام دينار حين احتجمت , فهذا طريق السلف في العلم علم وعمل وكما قيل العلم يهتف بالعمل فإن اجابه والا ارتحل فهل نفني اعمارنا في علم بلا عمل, قال احد العلماء وهو يرى تلميذا له يجمع مسائل العلم ولا يعمل بها :يا هذا اذا افنيت عمرك في طلب السلاح فمتى تقاتل فأسأل الله الكريم ان لا اكون اطلت عليكم بنصحيتي هذه والله أسأل ان يغفر لنا ما فيها من الخطأ والزلل وان يجعلنا واياكم ممن علم وعمل وان يجمعنا بكم في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر
إخوتي هذا الموضوع منقول من أحد المنتديـات العلمية المُبـاركة ، ولقد رأيتُ فيه فوائد عظيمة جدا لذا نقلته لكم فأسأل أن يفيدكم به